هل ستضع الحرب فى العراق اوزارها حقا

هل ستضع الحرب فى العراق اوزارها حقا ؟!..

وما هى الدلالات المؤكدة التى استند اليها الرئيس الامريكى اوباما لكى يفاجىء العالم امس فى تصريح له ليقول ذلك قبل يومين من انهاء جيش الاحتلال الامريكى فى العراق مهامه القتاليه وتسليمها للجيش العراقى ؟!..
وهل الجيش العراقى الذى سيتسلم هذه المهام الجسام فى مثل هذه الظروف الصعبة قادر على بسط سيطرته على كامل تراب العراق ؟!..
سؤال تلو سؤال تبادرالى اذهان كل المتابعين للشأن العراقى فى العقاب تصريح الرئيس الامريكى امس الذى اكد فيه ان الحرب فى العراق ستضع اوزارها وان الجيش العراقى سيتولى مهامه ليعود للعراق سيادته ...

هذه الاسئله وغيرها التى طرحها المحللون والمراقبون للشأن العراقى لن تجد لها الاجابة الشافيه فى هذا التوقيت الحرج لعدة اعتبارات منطقيه تحكم المشهد السياسى العراقى الان :-
الاعتبار الاول :
----------- ان الجيش العراقى باعتراف مسئولين سياسيين وعسكريين عراقيين كبار ليس مستعدا بعد لتولى مهامه العسكريه والقتالية نظرا لحالة الانفلات الامنى الخطيرة التى تفرض سلطانها وسيطرتها على الواقع الميدانى فى العراق ...
- 2 -

فالملاحظ ان هناك قوى سياسية وميلشيات وجماعات ارهابية مازالت تحمل السلاح وتعيث فى الارض العراقية تدميرا وتخريبا وفسادا من اجل تنفيذ اجندات سياسية اقليمية ودولية مشبوهة ..
كما ان الجيش العراقى بعد الصدمة الكبرى والهزيمة المدوية التى لحقت به فى العدوان الانجلوامريكى عام2003 وفرار كوادره واعتقال واعدام الاخرين منهم لم يعد بنفس الكفاءة والتنظيم والتدريب التى كان عليها قبل هذا العدوان ويحتاج الى سنين طويلة لتدريب قواته فضلا عن احتياجه لتسلح حديث يواكب متغيرات العصر ..

الاعتبار الثانى :
-------- ان حالة الفراغ السياسى التى طال امدها نتيجة فشل القوى والاحزاب السياسية فى العراق فى تشكيل الحكومة الجديدة ستلقى بظلالها الكثيفة الكئيبة على الواقع العراقى فتزيد الاوضاع الامنية ترديا والاقتصادية سواء ولاتساعد على قيام الجيش العراقى باداء مهامه كما يجب خاصة وانه يحتاج الى تدريب وتحديث كما اسلفنا القول .
كل هذا وغيره يدعونا الى تكرار السئوال الذى بدانا به تعليقنا هذا : هل فعلا ستضع الحرب فى العراق اوزارها ؟!
أم ان المشهد السياسى كله فى العراق سيتغير للاسوا بعد قيام جيش الاحتلال الامريكى بانهاء مهامه القتالية فى العراق بعد يومين ؟!