الموقف الامريكى من عملية السلام

التصريحات التى ادلت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية مؤخرابها لقيت بعض الاستحسان وفى نفس الوقت اشارت الى غموض يكتنف الموقف الامريكى من عملية السلام .
فقد اكدت كلينتون على اهمية قيام دولة فلسطينية قادرة على الحياة وفى نفس الوقت ضمان امن اسرائيل واكدت كلينتون فى الوقت ذاته ان الولايات المتحدة تؤيد طموحات الشعب الفلسطينى وايضا ضمان امن اسرائيل ولوحظ ان السيدة كلينتون اشارت الى ان الولايات المتحدة تعمل على توفير المناخ المناسب للتوصل الى الاتفاق النهائى الذى يعتمد على اتخاذ قرارات صعبة .
وهذا يقودنا الى متابعة تصريحات السيدة كلينتون التى طالبت كلا من الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى بتقديم تنازلت لانها وعلى حد قولها لم تصادف اى مفاوضات حصل فيها طرف واحد على كل ما يريده .
وهنا بيت القصيد فالسيدة كلينتون تطالب الطرف الفلسطينى ضمنا ان يقدم تنازلات صحيح ان الوزيرة الامريكية لم تعلن عن هذه التنازلات ولكنها بهذا تفتح الطريق امام التشدد الاسرائيلى وتتبنى وجهة النظر الاسرائيلية التى تطالب الجانب الفلسطينى بتقديم التنازلات التى لاترى اسرائيل لها سقفا .

وهنا يبرز تساؤل .. ماذا يمتلك الجانب الفلسطينى حتى يقدم تنازلات فقد دخل الجانب الفلسطينى جولات من المفاوضات منذ اتفاق اوسلو وحتى الان وقدم خلالها كل ما استطاع تقديمه حتى وصل الى الخطوط الحمراء التى يعتبر اختراقها مساسا بجوهر القضيه الفلسطينيه وتفريطا فى الحقوق التاريخيه للشعب الفلسطينى .. فاسرائيل تريد من الجانب الفلسطنى ان يتغاضى عن المسائل الجوهريه التى تشكل صلب قضيه فلسطين .

وهنا لابد من الاشاره الى ان الجانب الاسرائيلى لن يرضى حتى ولوتنازل الفلسطينيون عن كل حقوقهم ... ان الولايات المتحده تعرف اكثر من اى طرف آخر ان الحل السلمى العادل لابد وان يضمن كل الحقوق الفلسطينيه فى الارض والمياه والقدس .. والولايات المتحده تعلم ان ممارسات اسرائيل الاستيطانيه تشكل خرقا للقانون الدولى ولكل مرجعيات التفاوض .. ومع ذلك تطالب الجانب الواقع تحت الاحتلال بان يقدم تنازلات وتعتبر ان حصول الفلسطينيين على بعض حقوقهم تنازلا من جانب اسرائيل ..

ان هذا المنطق المغلوط هو الذى اوصل القضيه الفلسطينيه الى هذا التعقيد .. ولو ان الولايات المتحده بحكم مسئوليتها الدوليه والتاريخيه طبقت القرارات الدوليه والتزمت بمبادئها بشان حق تقرير المصير للشعوب لقامت بالضغط على اسرائيل حتى تعود الحقوق لاصحابها ويحصل شعب فلسطين على حقوقه الوطنيه التى اكدتها الشرعيه الدوليه بل وتعترف بها الولايات المتحدة